البيوت :
1- البيت السكني في المدينة :
يوجد عدة أنواع من البيوا في الواحة وترجع الاختلافات بينها إلى مستوى المعيشة لساكنيها والنشاط الاقتصادي .. فمستوى المعيشة في المدينة أعلى منه في القرية .. وبالتالي فأن بيوتهم تكون على مستوى أكبر ( عادة يتكون من لثلاث طوابق تكثر بها الزخارف وجدرانها مبيضة ناعمة الملمس ) مثال على ذلك بيت آل اخوان .
2- البيت الزراعي :
ويشتمل على قسمين من المباني :
أ / بيت الحي الزراعي:
توفر المواد المحلية ساعد في عملية إنشاء ومكونات البيت .. فنرى في المناطق الزراعية أن معظم البيوت تتألف من طابق واحد ولا تحتوي على أي نوع من أنواع الزخارف .. ويبنى عادة من الحصى .. وتستخدم جذوع الأشجار والنخيل للتسقيف وتجلب هذه الأشياء من ا لهند وتسمى محلياً بالجندل ( ثلاث نقاط على الجيم )
ب/ بيت الحقل:
ويطلق عليه ( البرستج ) وهو عبارة عن قاعدة مستطيلة الشكل ويصنع من سعف النخيل وعادة يجمع هذا السعف بدون الجريد من 5 – 10 مع بعضها البعض وتدق في الأرض على مسافة 5 أقدام لتكون كأعمدة ويطلق عليها محلياً اسم الركايز وتستخدم ألياف النخيل الصناعية لصناعة الحبال التي تستخدم لربط هذه الركايز ، ثم يضاف إليها سعف النخيل بشكل أفقي لتغطي الفراغات في محيط الجدران مشدودة بالحبال في نقاط متقاربة ..
والسقف يكون بشكل منحدر من الجانبين وتفرش الأرض بما يسمى بالحصير وهو مصنوع محلياً من خوص النخيل .
ج/ البيت البحري:
ويبنى من الحصى المستخرج من البحر من المياه الضحلة المشبعة بثقوب القواقع .. وكذلك الفروش على شكل رقائق من الصخر المرجاني ويستخدم الجص لتثبيت الحصى البحري والرقائق لتشكل جدران البيت .
أما السقف فيكون عادة من جذوع النخيل وتصف هذه الجذوع على مسافات تتراوح بين 40 – 60 سم ويفرش عليه الحصير المصنوعة من خوص النخيل - كما تقدم – ويحتوي البيت البحري على فناء داخلي مسقف .
صالات الاجتماعات للمناسبات :
وكانت تبنى بالحصى والجص مثل المباني في الواحة ولكن بمساحة أكبر ومن دور واحد ، ونصف المساحة عادة تكون مسقوفة بجذوع النخيل وتشبه المسجد تماماً في تفصيلها الداخلي ولكنها لا تحتوي على المحراب .
وتحتوي الساحة الداخلية على حجرة وتستخدم كمخزن ومزودة أيضاً بحمام داخلي تجلب مياهه من المصادر القريبة من الصالة ( إضافة إلى ذلك يوجد مكان معين في إحدى زواياها الغير مسقوفة بمساحة ( 2 x 2 ) متر يستخدم لعمل القهوة والبخور .
هذه الصالات تكثر فيها الزخارف والآيات القرآنية المنقوشة على جدرانها الداخلية وتستخدم هذه الصالات كملتقى لإقامة مناسبات الزواج والوفيات .. وتوجد هذه الصالات بكثرة وتبنى عادة من قبل العائلات الكبيرة .. ولذلك تسمى باسمها .
الحمامات :
هناك نوعان من الحمامات :
1- حمامات شعبية :
وتقام في المنطقة السكنية وتزود عادة بالماء عن طريق الآبار الارتوازية وهي عبارة عن مبنى مقسوم إلى قسمين وذو مدخلين ينفصل كل منها عن الآخر أحدهما للرجال والآخر خاص بالنساء .
ويتكون كل منها من مغسل وقاعة مفتوحة بها مجموعة كبيرة من الحنفيات – كل منها تخدم شخص واحد .
والحمامات تعتبر من المظاهر الاجتماعية حيث أن كثير من الناس تلتقي فيها يومياً .
2- حمامات العيون :
وتبنى على فتحات العيون ( وهذه العيون عبارة عن بئر محفورة يدوياً ) ولا تبنى هذه الحمامات إلا على العيون التي تكون مياهها معدنية ومثلها حمام أبو لوزة وبه قسم ينفصل تماماً ويخص ا لنساء .
الأسواق :
كما أسلفنا سابقا أن القطيف لها اتصال وثيق بالقرى المحيطة بها وكذلك بالحضارات الأخرى عن طريق البحر .. وبالتالي فإنها تعتبر مركزاً تجارياً قوياً .. ولتعدد الاستخدامات فقد كان هناك عدة أنواع من الأسواق :
1/ الأسواق الصغيرة :
التي تخدم الأحياء السكنية ( عادة تكون في البراحات وتباع فيها الاحتياجات اليومية مثل الخضروات والحليب والأسماك وبعضها تبيع فيه النساء فقط .
2/ السوق الرئيسي ( السكة ) :
وهو السوق الرئيسي لمنطقة القطيف ومبني على شكل قيصرية والحوانيت على الجانبين وتباع فيه جميع أنواع ا لبضائع كل منها مخصص له جزء .. فهناك المواد الغذائية والأقمشة وغيرها ( وهناك جزء كبير مخصص لبيع التمور وهو الإنتاج الزراعي للمنطقة ويسمى الحبلة ) .
3/ الأسواق الموسمية ( سوق الخميس ):
وهو ملتقى أسبوعي يخدم جميع القرى بأنواعها الزراعي والبدوي والسالي وكل منها يعرض إمنتاجه .. وهذا السوق لا يزال يعمل وبقوة حتى يومنا هذا .
المحافظة على العمارة التقليدية القديمة :
إن من خطط بلدية القطيف المحافظة على العمارة التقليدية القديمة .. وفي سبيل ذلك قامت بعدة خطوات قد تكون مبدئية ولكنها الدرجة الأولى في سلم الطموح إلى إحياء العمارة القديمة والتي تمثل نموذج للعمارة العربية الإسلامية الأصيلة .. ومن هذه المشروعات مشروع حي القلعة ، حيث :
* قامت البلدية بنزع جزء كبير من هذا الحي الذي كان يعتبر عاصمة مدينة القطيف وبلغ مجموع البيوت المنزوعة 400 بيت .
* بالتعاون مع دامعة الملك فيصل بكلية العمارة والتخطيط تم إجراء مسح شامل لجميع بيوت القلعة لتقييمها من الناحية المعمارية التاريخية تمهيداً لاختيار مجموعة يمكن المحافظة عليها وترميمها وإعادة استخدامها .
* تم دراسة الحي تخطيطياً ووضع المخططات التطويرية له ليكون مركز القطيف التاريخي والسياحي بكامل خدماته .
ومن المشاريع أيضاً مجسم الأعمدة القديمة ، فقد قامت البلدية بنقل بعض القطع الأثرية التي تجسد الفن المعماري الإسلامي منأحد المباني الذي كان سيهدم وتم وضعها في أحد الحدائق كمجسم جمالي يحكي تاريخنا الماضي .
مواد وطرق البناء :
العوامل المؤثرة في مواد وطرق البناء
إنشاء المباني في المنطقة يعتمد على عدة عوامل وذلك ليتمكن الساكن من التكيف واستخدام ما حوله من مواد لينتج عن ذلك مبنى يؤدي مع البيئة بالغرض وهذه العوامل هي :
1ـ توفر ا لمواد المحلية :
تقع الواحة كما سبق وأن ذكرنا على الخليج العربي وهي أيضاً منطقة زراعية وهذا أدى إلى توفر مواد بنائية بحرية وأخرى من النتاج الزراعي .. كما نتج عنه وجود طريقتين للبناء إحداهما طريقة استخدام الحصى البحرية والأخرى البرستج وهو مصنوع من سعف النخيل .
2- توفر البنائين المهرة :
لاشك أن مهارة البناء تؤثر في إظهار المباني بطريقة هندسية ممتازة .
3- التأثير الخارجي :
لكون المنطقة بحرية فإنها تظل على اتصال بالمناطق الخارجية مما أدى إلى توفر مواد غير موجودة محلياً استغلت في عملية البناء .. مثال ذلك خشب البامبو الذي كان يجلب من أفريقيا ويستخم في التسقيف وكذلك الأبواب المخضرمة المصنوعة من خشب التيك والتي كانت تجلب من الهند .
4- الطقس :
نظراً لتفاوت درجات الحرارة بين الليل والنهار ، والشتاء والصيف فإن جميع المباني كانت تبنى للتكيف مع هذه الاختلافات .. لذلك كانت الجدران عادة سميكة لتعمل كعازل حرار كما أنها تمتص أشعة الشمس نهاراً لتبثها ليلاً .
كما أن نوافذ الأبواب صغيرة لتقلل من دخول أشعة الشمس .. أيضاً يحتوي كل مبنى على فناء داخلي لمعظم ا لمباني التقليدية للمناطق الحاضرة .
مواد البناء :
من أهم المواد الرئيسية المستخدمة في البناء :
1/ الحصى البحري :
وكان يستخرج من البحر في المناطق الضحلة وهي عبارة عن قطع غير منتظمة الشكل من الحجر الكلي المشبع بثقوب القواقع البحرية .
2/ الفروش :
وهو نوع من الحصى البحري ولكن على شكل ألواح يتراوح سمكها من 5 – 10 سم .
3/ الجص :
وهو الملاط ( المونة ) الذي يستخدم لتثبيت الحصى مع بعضه ويصنع محلياً بتجميع نوع من الطين البحري المختار من أماكن معينة ويحتوي على نسبة عالية من كربونات الكالسيوم مع جذوع النخيل على شكل أكوام ويحرق لمدة من الزمن وكلما طالت المدة صارت النوعية أفضل ، وتسمى هذه الأكوام باللهجة المحلية ( صيران ) جمع صار ثم تدق لتصبح على شكل مسحوق جاهز للإستخدام .
4/ الخشب :
هناك عدة أنواع من الأخشاب منها :
أ- جذوع النخيل .
ب- خشب البامبو .
ت- خشب الإثل .
النوعين الأول والثاني من الأخشاب التي كانت تستخدم في المباني المصنوعة من الحصى البحري للتسقيف ، أما النوع الأخير فكان يستخدم في المناطق الزراعية في مباني البرستج .
مراحل تطور المنطقة :
مرحلة ماقبل عام 1935م:
إن أهم ما يميز هذه المرحلة هو بدء ظهور التطور العمراني قرب الباب الغربي للقلعة المعروف بباب الشمال ، إذ بدأت القبائل هناك بإنشاء مساكن دائمة لها طلباً للحماية ، وكونت هذه كتلاً مستقلة من الأبنية عرفت فيما بعد بضواحي باب الشمال ، الجراري بين زاوية ا لقلعة الجنوبية الغربية وضاحية الكويكب ويبلغ عدد محلاته التجارية 300 محل تقريباً ، بالإضافة إلى انتشار الأبنية السكنية على جانبي السوق فقد ظهرت كتلاً عمرانية إلى جنوبه .
مرحلة عام 1957م
يلاحظ عدم حدوث أي تطور عمراني جديدج في الفترة الواقعة بين 1955 – 1957م ما عدا ارتفاع كثافة المناطق المبنية وذلكلإضافات الغرف للمباني الحالية لسد النقص الناتج بسبب ارتفاع عدد السكان .. كما تغيرت هذه الفترة بريط القطيف بشبكة الطرق الموصلة بين مدن المنطقة الشرقية مما دفع المدينة بسرعة نحو عجلة التطور فيما بعد .
مرحلة عام 1385هـ ( 1965م ) :
نتيجة النمو العمراني السريع في المدينة ولمواجهة الضغط الناتج عن حركة المرور قام المسؤولون بشق طرق جديدة انعكست آثارها في :
- إزالة السور القديم للقلعة .
- القضاء على الترابط الوثيق بين أجزاء المدينة التاريخية .
- تحديد اتجاهات التوسع للمستقبل .
كما تميزت هذه المرحلة بالتوسع العمراني على حساب مزارع النخيل وخاصة في الناحية الشمالية من ا لمدينة وظهرت الأبنية على طول الواجهة البحرية وفي غربي المدينة ، كما امتلأت الفراغات الفاصلة بين أحياء المدينة القديمة بأبنية المرافق العامة كالمدارس .. وأنشئت الأسواق التجارية طول الطرقات الجديدة ويمكن القول بأنه في هذه المرحلة بدأت مدينة القطيف باتخاذ شكلها الحالي .
مرحلة عام 1394هـ ( 1974م ) :
يعتبر تطور المنطقة المركزية العمرانية من أهم مميزات هذه المرحلة وهو يعكس تطور المدينة ككل ، ومن نتائجه شق طريق جديد باتجاهين يربط شمال المدينة بجنوبها ويمر عبر السوق القديم الذي أزيل .. وبالتالي فقدت المدينة أحد أهم معالمها .
تمثل التوسع العمراني بظهور أحياء سكنية جديدة اتخذت شكلاً دائرياً حول القلعة وعلى طول الواجهة البحرية الشمالية .. كما أنشئ الكثير منمباني الخدمات العامة مما جعل من القطيف مركز الواحة الإداري .
نتيجة لكل هذا بدأت المدينة تفقد طابعها القديم التقليدي .
مرحلة ما بعد 1394هـ ( 1975م ) :
نتيجة لوقوع مدينة القطيف بين ا لمناطق الزراعية غرباً والبحر شرقاً أخذت في هذه المرحلة بالامتداد من ناحية البحر وبدأت دفن المناطق المتاخمة للسكن وخصوصاً المنطقة التي تقع بين جزيرة تاروت ومدينة القطيف حتى أن الجزيرة فقدة طابعها كجزيرة.
بإشراف المهندس عبد الرحمن محمد السيف رئيس بلدية القطيف أعد عام 1406هـ .
المصدر - موسوعة الساحل الإكترونية - الثلاثاء, 26 فبراير2008